’نيوزويك’: إجراءات ابن سلمان تقوض أسس الحكم السعودي

أشارت الكاتبة السعودية المعارضة مضاوي الرشيد في مقالة نشرتها مجلة “نيوزويك” إلى ان العائلة الحاكمة في السعودية لجأت إلى زيادة القمع ضد مجموعة واسعة من النقاد والنشطاء وأفراد من العائلة نفسها، لتنجو من موجة الاحتجاجات أو ما سمي بـ”الربيع العربي”، وأضافت ان تسلم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقمة الهرم أدى إلى تآكل خطير في شرعية نظامه.

ورأت الرشيد ان ابن سلمان فقد الكثير من القواعد التي تسمح له بالحكم دون اللجوء إلى القوة المباشرة، وهذا الوضع غير مستدام، بل هو خطير للغاية، لأن هناك تآكلا خطيرًا في شرعية النظام قد يؤدى الى انفجار من الداخل”.

ولفتت إلى ان ابن سلمان سعى منذ البداية إلى فرض تدابير لتقويض أيدلوجية دولته القائمة على الوهابية، وذلك رغم اعتبارها “الأساس المنطقي لحكم آل سعود”، مضيفا انه “نأى بنفسه عن هذا التقليد الديني وقام بتجاهل الفتاوى، ووضع المدافعين عن النظام الديني في السجن”.

وتابعت ان إجراءات ابن سلمان عن إحداث فراغ في الرواية الوطنية، لا يمكن أن يتم ردمه سوى بالقمع المباشر، ووفقا لما قاله الرشيد، فقد احتجز ابن سلمان الاسلاميين المتطرفين والاسلاميين المعتدلين لانه كان يخشى من ردة فعل عنيفة قد تهدد اصلاحاته، وفي الواقع، لا يعترض العديد من المعتقلين على قيادة النساء للسيارات او تقديم السينما ولكنه كان يخشى من نقدهم العميق الذى يقوض حكمه.

وأوضحت الرشيد ان “ابن سلمان حاول الحصول على شرعية جديدة على أساس إصلاحات اقتصادية، مثل برامج السعودة وخصخصة الأصول والخدمات الحكومية مع وعود بتجربة اقتصادية جديدة يعثر فيها الشباب السعودي على فرص عمل في حقبة ما بعد النفط”.

الرشيد أشارت إلى ان ابن سلمان أجج خيال الشباب السعودي بالنجاحات مع الوعود بالإزدهار والمشاريع الفائقة ليكتشفوا لاحقًا ان الأمر اقرب للوهم”، وقالت إن “البطالة تنتظرهم بدلا من الوظائف المريحة، لذلك اضطر ابن سلمان للعودة عن معظم إصلاحاته الاقتصادية وتراجع عن فكرة الاكتتاب العام لشركة “أرامكو”، ولجأ للاقتراض من مصادر خارجية في عملية كانت قريبة من الهوس حيث تم اقتراض 12 مليار دولار من السندات الحكومية”.

ورأت الرشيد أن الإجماع الملكي القديم قد تحطم إلى الأبد بسبب استبعاد ابن سلمان لأبناء عمومته، لذلك سارع إلى تعزيز قبضته على السلطة ووكالات الشرطة التابعة للدولة خشية تهديدات داخلية محتملة، ولا تزال مسرحية فندق “ريتز كارلتون” التي تم فيها احتجاز أكثر من 12 من الأمراء، أفضل مثال على التدابير الوقائية ضد انقلاب محتمل لأن قصة مكافحة الفساد غير مقبولة، وانتج ابن سلمان مزيدا من الاعداء بين أقاربه، وليس من الواضح كيف يمكنه شفاء الصداع دون مزيد من القمع”.

ولفتت إلى أن ابن سلمان بحث في وسائل جديدة تمنحه الشرعية بعد فشله في تأمين الجبهة الداخلية، وقد وجد ضالته في السياسة الخارجية العدوانية ضد إيران ليَظهر على صورة محارب صحرواي، كما قام بمغامرة في اليمن، كان يعتقد بانها ستكون سريعة، ولكن الواقع كان مختلفا تماما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *