رأى المعلق السياسي لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية فلاديمير موخين ان استمرار محاربة موسكو ودمشق للإرهابيين في سوريا، سيهدد بالتطور إلى حرب مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، مشيرا إلى ان “الاتفاق الروسي التركي بشان إدلب لن يكون سوى اتفاق مرحلي مؤقت”.
وتحت عنوان “العملية العسكرية في إدلب ستبدأ في نوفمبر”، اعتبر موخين ان الاتفاق بشأن إدلب، بالكاد يمكن اعتباره نهائيا. لأنه ليس من مصلحة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بقاء مجموعات إرهابية مثل “دولة الخلافة” أو “جبهة النصرة” في شمال سوريا”، مضيفا ان “الخبراء واثقين من أنه بعد إنشاء منطقة معزولة حول إدلب، سيتم القضاء على الإرهابيين من قبل القوات السورية والتركية بمساعدة روسيا”.
استنادا إلى ذلك، أكد موخين انه “يمكن اعتبار الاتفاق الروسي- التركي بأنه اتفاق مرحلي مؤقت”. وحسب محللي صحيفة “نيويورك تايمز” يبدو أن بيان الرئيسين الروسي والتركي اللذين يدعمان طرفين متحاربين في سوريا، هو تأجيل لهجوم الجيش العربي السوري وحلفائه بما فيهم روسيا وإيران على إدلب.
بدوره، قال كريم هاس، الخبير في شؤون السياسة الأوراسية والمحلل السياسي مركز المنظمة الدولية للدراسات الاستراتيجية، إنه “بإمكان تركيا منع بداية الهجوم على إدلب لغاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر”، مضيفا انه “يمكن توقع تدهور حاد في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، لأن تركيا تستورد 45% من احتياجاتها النفطية من إيران، أي أنها لن تساند فرض العقوبات على إيران، وتتصرف بالضد من الولايات المتحدة التي تريد الحفاظ على الإرهابيين في إدلب”.
وتابع هاس أن “تركيا ستدعم موقف موسكو العسكري بشأن إدلب، لأن تأخير العملية العسكرية يهدد تركيا نفسها، حيث يمكن للمجموعات الإرهابية التوغل في مناطق نفوذها”.
وقال هاس : “استنادا إلى هذا ستنطلق العملية العسكرية للقضاء على الإرهابيين في المستقبل القريب. وهناك احتمال كبير أن تنظف سوريا تماما من الإرهابيين. وهذا بالطبع سيكون انتصارا لموسكو. ولكن هناك أسباب عديدة للقول إن معارضيها في الشرق الأوسط سيتدخلون لمنعها. أي ليس مستبعدا أن تتطور الحرب بين الجيش السوري والإرهابيين قريبا إلى حرب مع لاعبين أكبر وزنا. إن اهتمام موسكو بعمليات السلام، جعلها لا تنتبه للتهديدات الخطرة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل. لقد انتهك البلدان الاتفاقيات معها بشأن أمن العسكريين الروس، وكان آخرها إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية “إيل -20″ ومقتل 15 عسكريا روسيا. وفور ذلك اتصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بنظيره الإسرائيلي وأبلغه بأن روسيا تحتفظ بحقها في الانتقام لإسقاط الطائرة ومقتل طاقمها. لكنه لم يكشف كيف سيتم ذلك”.
وحسب رأي الفريق أول ليونيد إيفاشوف الرئيس السابق لمديرية التعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاعالروسية، قد تسقط روسيا أي طائرة حربية صهيونية تخترق الأجواء السورية، أو قد تزود حزب الله، الذي تعتبره “تل أبيب” إرهابيا بأسلحة دفاعية، مضيفا ان على روسيا رفع كفاءة الخبراء السوريين والبدء بتزويد الجيش السوري بمضادات جوية حديثة.