خطبة الجمعة للشيخ سعيد شعبان رحمه الله بتاريخ 21/1/1994 م. 9/شعبان/1414هـ
الحمد لله ثم الحمد الله الحمد لله الذي هداناه لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لنهتدي لولا أن هدانا الله
الحمد الله الذي متعنا بالنعم الوافرة وجعل منها العمر المديد في طاعته وجعل منها العقل والسمع والبصر وجعلنا مسؤولين عن أعمالنا محاسبين على خائنة العين وعلى خفايا الصدور
والصلاة والسلام على سيد العابدين وسيد المجاهدين وسيد ولد آدم وخاتم النبيين والمرسلين الذي جعله الله تعالى حجة على بني آدم وجعل قرآنه مهيمناً على الكتب مقراً بها وداعياً أتباعها إلى الحق المنزل وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين الذين حملوا هذا الشرف وهذا الأمانة بصدق إلينا وإلى الاجيال من بعدهم بصدق إلينا ليكون أجرهم غير ممنون كرسولهم الكريم .
اللهم اجعلنا من التابعين لنبيك الكريم اجعلنا من الصادقين في الدعوة إلى سبيلك أما بعد عباد الله
إن الله تعالى يسأل الإنسان عن عمره في ما أمضاه وعن ماله من أين اكتسبه وفي ما أنفقه والله تعالى يسأل الإنسان عن أعماله الصالحة فيه ليجيزه بها خيراً ويسأله عما اقترفت يداه لأن الله هو الحق والعدل يجازي كل امرئٍ بما كسب
ومن هنا كانت مسؤولية كل مسلم عن حياته وعن ماله وعن رعيته وعن سمعه وبصره وعن الأمانة الملقاة على عاقته سؤال محاسب لا سؤال مطلع لأن الله قد اطلع على قلوب العباد وما عملته أيديهم وما اقترفته قلوبهم قبل أن يفدوا إليه لأن الله هو الشهيد الحق والشاهد على قلوب الناس وأعمالهم إن الله تعالى سائل كل بني آدم عما قدمه وأخره وسيسأل هذه الأمة بالدرجة الأولى لأنها إن حفظت حفظها الله وإن ضيعت ضيعها الله وحفظ الدين سبب لحفظ هذه الأمة وضياع الدين سبب لضياعها والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ” إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده تجاهك ” والعرب قبل غيرهم من شعوب الأرض مسؤولون لأن القرآن نزل بلغتهم ولأن النبي منهم : ” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ” ، ” كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِه ” ص ، ” وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ” هذا القرآن هدى وشفاء للذين آمنوا ولكن هذا القرآن هو عذاب وعقاب على من كفر به : ” قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى …..(44) ” فصلت
قرآن يعمي قلوباً ويفتح قلوباً ” أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ(44) ” فصلت فالقرآن طبيب المؤمنين والقرآن عدو الكافرين لأنه كلام رب العالمين : ” الم(1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ(2) ” البقرة فهو هدىً للمتقين ولن يكون هدى للمنافقين ولا هدى للكافرين المصرين على كفرهم
العرب مسؤولون قبل غيرهم لأنهم أفهم الناس بالقرآن لذلك لم تبدأ دعوة خارج الجزيرة العربية حتى أسلم كل العرب بعد أن أسلم كل العرب داخل الجزيرة العربية انطلقت مسيرة النور إلى شعوب الأرض تفتح القلوب قبل أن تفتح الحدود ولذلك تعشقت الشعوب الإسلام لأنه تعشق قلوب العرب أولاً لأن العرب عشقوا هذا الحق وأعطوه كلهم وفتح الله تعالى لهم الأرض وأورثهم ملك الظالمين وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطؤها أرضاً لم يدخلوها من قبل وصار عز العرب مقروناً بالإسلام وذلهم مقروناً بتركه والله لا يغير ما بقوم حتى يغيرون ما بأنفسهم وهكذا أصبح التلازم قائماً بين الإيمان والعز وبين الذل والكفر وقد ذل العرب يوم كفروا بالإسلام وأطاعوا أعداء الله ورأى الله تعالى فيهم استعاداً أن يفاوضوا اليهود على الصلح وأن يتوقفوا عن الصلح مع الله أعلنوا الحرب على الله وأعلنوا السلم مع المغضوب عليهم يضيعون حياتهم في البحث عن سلام مع الذين أعلن الله الحرب عليهم : ” كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(86)” آل عمران
كيف يهديهم إن الله هو العدل فهل يكون في عدل الله أن يهدي قوماً كفروا بعد معرفة الهدى جَلَدُ العربِ على الصلح مع اليهود عجيب وقلة جلدهم في البحث عن الحق وفي التصالح مع الله وفي التصالح مع أمتهم أعجب قوم اختاروا الضلالة على الهدى وضلوا السبيل لذلك يستعدون الآن للذهاب إلى واشنطن من جديد فقد فُتح أمامهم أبواب الرجاء بصلح مع المغضوب عليهم وهل يمكن أن يجدوا أحسن من المغضوب عليهم يستمطر عليهم لعنة الله وغضب الله لا أظن أنهم يجدون في الإسلام هادياً لهم بعد أن اعلنوا الحرب على دين الله وسموا كل مسلم يريد الإسلام إرهابياً وسموه أصولياً
نحن لا نقر العنف داخل الأمة الإسلامية ولكننا لا نقر بمستوى أعلى أن يكرس الإرهاب الصهيوني والصليبي وأن تكبل أيدينا وتكم أفواهنا ثم نلقى في السجون والزنازين من أجل أن ترضى “إسرائيل” ويرضى الظالمون من الصليبين وسواهم ،كم من وقت ضيعه العرب وكم من سنين ضيعها العرب فيما لا يجدي ولا ينفع أليس الطريق إلى الله أقصر وأقصر الطرق هي الخط المستقيم بين الله وبين عباده أليس الصراط المستقيم أقصر من صراط المغضوب عليهم وصراط الضالين فيما نقرأ الفاتحة وكيف نسأله الهداية ثم نضحك على أنفسنا ونستهزئ بالقرآن ونحن لا نريد إلا الصراط المغضوب عليهم
ومنا من يجعلهم السادة في الأرض ومنهم من يحمل الفكر اليهود وفكر “الشعب المختار” -كما يسموه – هذا الشعور بأننا أمة دون الأمم سببه البعد عن الله ولو كنا موصولين بالله كسلفنا الصالح كرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن عاشوا معه لرأينا أذل الناس في الدنيا هم اليهود أعداء الله والمجرمون والمنافقون
والناس يتأملون من جديد أمال عراضاً بعد قمة جنيف قمة جنيف يعتبر كلينتون نفسه قد حقق فيها نجاح باهراً للصلح مع اليهود أو بين اليهود والعرب لأن كلينتون يمون على اليهود وعلى العرب ولكنه يمون على العرب ألف ضعف أكثر من اليهود لأن كل لحى العرب وعباءات العرب وسادة العرب أصبحوا في خدمة الصهيونية والصليبية
نحن نتأمل أن يعي العالم أن العرب والمسلمين أوزن في ميزان المصالح الامريكية وأوزن في ميزان المصالح الاستراتيجية وأوزن في ميزان المصالح الاقتصادية وأوزن في مصالح الإنسانية من شر الخلق من اليهود ويجب أن يعي الغرب أن إسرائيل ليست حامية المصالح العالمية بل ان المسلمين على استعداد أن يقيموا علاقة مع كل شعوب الأرض انطلاقاً من فهمهم لدينهم فنحن لسنا أعداء الإنسانية ولكننا نحن اعداء من يظلمنا أو يظلم أحداً من الخلق لأن هذه الأمة هي الأمة الوسط التي تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله نرجو أن لا يكون هناك وعد بتطبيق كل العرب للصلح مع اليهود وأن يكون العرب قد أدركوا بعد خمسين سنة من الحرب مع إسرائيل وبعد أكثر من مئتي سنة من الصراع مع الصليبية بل بعد أكثر من عشرة قرون من الصراع أن يفهم العالم كله بأن المسلمين هم بيضة الميزان والكفة الأرجح وأن من تعامل معهم تعامل مع الصادقين وتعامل مع العادلين وتعامل مع المستقيمين وتعامل مع من يحفظون العهد نرجو أن تكون القمة منعطفاً جديداً يلتفت فيه العرب إلى التعاون في ما بينهم ليغسلوا العار الذي لحقهم وليأدبوا العدو الذي أعتدى عليهم طيلة كل هذه العقود وطيلة كل هذه القرون ولا نريد أن ينخدع المفاوضون الواهمون: ” فالمسلم لا يلدغ من جحر مرتين ” وكيف وقد لدغنا ألف ألف مرة من جحور متعددة منها الجحر الامريكي الذي ما يزال ينهش بنا والجحر الصهيوني والجحر السوفياتي الذي ضحك على العرب سنين طوال يقول لهم أنا مع العرب ضد الأمريكان ويقول إنا مع العرب ضد اليهود وقد كان السوفيات أول معترف بدولة إسرائيل أن على المسلمين أن يعلموا حكومات وشعوباً أن تضيع الحياة مع اليهود معصية كبيرة فيسألوا الله من ضيع حياتهم مع اليهود والبحث عن قواسم للصلح معهم فالصلح مع اليهود كالفالج ليس له دواء وفي المثل اللبناني فالج لا تعالج لأن القرآن قد بين أنهم كلما عاهدوا عهداً نبذوه فريقاً منا والله تعالى قد قطع الرجاء والأمل باليهود في نص قرآنه : ” أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) ” البقرة .
أين الطمع الله تعالى قد قطع طمعكم ورجائكم باليهود فلماذا تصدقون اليهود والأمريكان ولا تصدقون كلام الله تعالى أليس هذا من الزيغ والضلال أن يصدق الإنسان الكذابين الذين ثبت كذبهم بالممارسة بل بطول الممارسة التاريخية ثم يكذب الله الحق الذي أخبرنا كل شيء دون أن يخبئ أو يفرط فيما أخبرنا بشيء أننا نرجو أن يتحول العرب إلى المفاوضات المباشرة في ما بينهم لأن بعض الدول العربية لا تتكلم مع بعضها فالقطيعة قائمة بين مصر والسودان تعرفون القطيعة قائمة وبين العراق والخليج القطيعة قائمة القطيعة قائمة على أشدها بين شرق العالم العربي وغربه وبين المسلمين فيما بينهم نرجو أن تنهي القطيعة فيما بين العرب قبل أن تنتهي العداوة مع اليهود لأننا إن صرنا إلى صلح عربي عربي وعربي إسلامي استطعنا أن ندخل بالمفاوضات أقوياء واستطعنا أن تكون كلمتنا الأرجح في الميزان الدولي السياسي والعسكري
ولكن الضعفاء الذين يذهبون فرادى يفاوضون على مساحة أريحا يريدنها أوسع بأمتار وهم يقولون هذا المتر لنا وهذا المتر لك ولا نستطيع أن نصل بين غزة وأريحا هذا الطريق الوصل بينهما هو بإشرافنا وسنقيم الحواجز الصهيونية حتى نلاحظ من سيتحرك بين غزة وأريحا وهكذا أصبحت كل قضية فلسطين غزة وأريحا وأصبحت قضية العرب جولان أو جنوب لبنان لم تعد قضية فلسطين قضية العرب فالعرب اعترفوا بإسرائيل دولة ذات حدود وسيادة ويريدون هذه الأجزاء المستردة من لبنان ومن مصر ، مصر استرجعت سيناء منزوعة السلاح وعمق لإسرائيل ليس فيه سلاح عمق بين إسرائيل وبين مصر مجردة من السلاح كذلك يريدون الجولان بإشراف دولي أن تأتي جيوش الأمم المتحدة ….. لتحتل الجولان وتطمئن إسرائيل بأننا نحن الشهود ونحن الجنود ونحن السادة الذين يحمون الدولة العبرية وما يدريك غداً في جنوب لبنان أن يحرموا على الجيش أن يدخله لأن هذا عمق استراتيجي لإسرائيل لا بد وأن يحمى من قبل أمريكا ومن قبل كل الدول المتعاملة معه ولقد حدثة حادثة جديدة حدث زلزلال في لوس أنجلس سمعتم به وقتل خمسة وأربعين أمريكيا وهدم حوالي أربعة الاف منزل وأعلنت كليفورنيا منطقة منكوبة فمن للمنكوبين غير العرب غداً تفتح خزائن العرب من أجل تقدمة المساعدات لأمريكا المنكوبة أمريكا التي احتاجت نفط العرب ودفعت لها تكاليف حرب الخليج وعاصفة الصحراء أمريكا أعلنت لوس انجلس وكاليفورنيا منطقة منكوبة وربما أصيبت حديقة الحيوان بالأضرار ومن للحيوانات إلا ….. العرب وهل يحن العود إلا على قشره
أما السودان فقد تعود على الجوع السودانيون تعودوا على البئس والمثل العامي يقول “أطعم المعود واحرم المحروم” هذه هي حكمة العرب أطعم المعود واحرم المحروم فالأمريكان معودون على الترف والأمريكان معودون على السلب والنهب لذلك لا بد وأن يحل طوال العمر “الكيس” ، والكيس عند أمريكا عوائد النفط في بنوك أمريكا غداً يوقع طويل العمر شكاً بثلاثة عشر مليار خمسين مليار من أجل أن ينقذوا لوس أنجلس وحدائق الحيوان في لوس أنجلس وهذا عمل خير وفي : ” كل ذات كبد رطبة صدقة ” أليس كذلك ؟؟ أليس إسقاء الكلب وإطعام الهرة من الأعمال الصالحة أما إطعام المسلمين فهذا أمر محرم لأن الله حرم على العرب أموالهم ……. نعم غداً ترون الحاتمية العربية والاريحية العربية كلما أشرف مصنع من مصانع أمريكا على الإقفال تبرع العرب بشراء كل إنتاجه ليصبح سكراب مكدس تكديسا في الجزيرة العربية صفقة بعشرة مليارات صفقة بأربع مليارات صفقة بعشر مليارات وهكذا كأن الله تعالى قد حرم على المسلمين أموالهم وكنوزهم ليتحول الجميع إلى خدم ويصبح حكام الجزيرة العربية نواطير لدى القوات الأمريكية على النفط والمصالح بعد أن فتح العرب الجزيرة العربية كلها لتكون أرضاً أمريكية والله … الله … في حاتم فقد ذبح حاتم الفرس أما حكامنا فقد ذبحوا شعوبهم إكراماً للأمريكان جاء حاتم الطائي ضيف يريد أن يختبر كرمه وكان أعز ما يملك حاتم فرساً لأنه فارس والفارس يحب فرسه كما يحب نفسه أرسل إليه ملك الفرس أو ملك الروم رسولاً يقول له أن الملك يقرئك السلام ويسألك أن تهديه هذه الفرس فلما وصل الرسول تأخر في طلب الفرس وراح حاتم يبحث عن ضيافة فلم يجد عنده شيئاً من كثرة ما أهلك أمواله على الضيوف فلم يجد أمامه إلا الفرس وهي أعز ما يملك فذبحها للضيف فلما أكل الضيف وشبع فاتح حاتم بالغاية التي جاء من أجلها وبلغه تحية صاحب الجلالة وطلبه العزيز فضرب حاتم وجهه فقال ليتك أخبرتني قبل هذا فإني قد ذبحت لك الفرس هكذا تعود العرب على الجود فعندما يسلمون يضحون بحياتهم في سبيل الله وعندما يضلون يضحون بكرامتهم وبشعوبهم في سبيل الشيطان اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم فباع المؤمنون أنفسهم وأموالهم وربحوا دنياهم وآخرتهم وكانوا كخليل الله ابراهيم الذي جبر الله تعالى كسر قلبه بأن فدى إسماعيل وفدى قلب الوالد الجميل أما نحن فإن الله لن يجبر خاطرنا لأننا نعطي أموالنا لأعداء الإنسانية ونقدمها طعمة للظالمين وهدية للكافرين ولا نصلح بها شأن المؤمنين ولا شأن هذا الدين ولا ننصر بها الله تعالى والله تعالى يقول وانفقوا في سبيل الله لا في سبيل الشيطان : ” وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(195) ” البقرة ” …وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ … ” ولم يقل قبل اليد التي تقاتلكم وكافئوا أعداء الله الذين احتلوا أرضكم المفاهيم تغيرت والقرآن ذهب من قلوب الناس وحل مكانه الجبن والنفاق والضعف والخور لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون.
لقد ضيع العرب كل هذا العمر في إرضاء اليهود وفي المفاوضات فنرجو أن تكون قمة جنيف منعطفاً نحو تصحيح المسار لأنه قد بقي لنا هذا الموقف نقول فيه لا نريد أن نصالح إلا صلح عدل ونعرف أن صلح العدل أن تقتلع إسرائيل من فلسطين لا يكون الصلح عادلاً إلا إذا أرجع اليهود الأرض إلى شعبها وإذا خرج المحتل من بيوت الناس وعادت الأمور إلى مجراها الطبيعي هذا هو الصلح العادل أما الصلح العادل أن تبقى إسرائيل دولة ذات سيادة على أرض فلسطين فمن سماه صلح عادلاً فقد خدعنا وكذب على نفسه وعلى أمته ونحن نسأل الله أن يوفق الصادقين ويفضح الكذابين ولا نملك إلا هذا فتعلموا في حياتكم أن لا تضيعوا أوقاتكم فيما لا يجدي لأن الله تعالى سائلكم عن عمركم فيما أمضيتموه وعن أموالكم من أين اكتسبتموها وفيما أنفقتموها فأنفقوا مال الله وقدموا حياتكم لله لأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله يقاتلون ويقتلون .
اللهم اجعلنا من أوليائك الحافظين لنعمك الحاملين للأمانة الحافظين للسر والنجوى ونسألك اللهم أن تجمع قلوبنا على حبك وحب نبيك وأصلح الراعية والرعية ولا تجعلنا أمة مضيعة أقول قول هذا وأستغفر الله لي ولكم.