في ختام مؤتمر علمي نظمته حركة حماس في غزة، بعنوان «حماس في عامها الثلاثين الواقع والمأمول»، أوصى باحثون شاركوا في المؤتمر، الحركة بـ «تطوير مسيرة المقاومة»، من خلال تحقيق جبهة عريضة من قوى المقاومة، كما دعوا الحركة إلى قراءة الواقع الإقليمي والدولي، والتعايش معه، مع عدم المساس بثوابتها ومنطلقاتها.
وشملت ورقة التوصيات التي صدرت في ختام المؤتمر، الذي نظمته حماس، إلقاء العديد من الكلمات، منها كلمة لرئيس الحركة الحالي إسماعيل هنية، وأخرى للسابق خالد مشعل، وكلمة للرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي. وقدمت في المؤتمر أوراق ودراسات، وطالب المشاركون حركة حماس بتعزيز سياسة رفض الاحتلال عربيا، ومقاطعته ومحاولة إيجاد «طوق مقاوم حوله»، لمواجهة دوره ونفوذه في المنطقة. ودعا الباحثون حماس كذلك إلى ضرورة خلق توازن دولي بين المقاومة والاحتلال من خلال فتح علاقات دولية موسعة مع الدول الإقليمية والدولية لضرب منظومة الاحتلال الدولية.
وشدد الباحثون على ضرورة تعزيز بناء حماس لشراكات وتحالفات دولية عادلة بينها وبين بعض الدول والأحزاب المؤمنة بالحق الفلسطيني. وطالبوها بتعزيز نشاطات حركات المقاطعة ومقاومة التطبيع ودعمها، وبناء شبكات التعاون مع الحركات الشعبية الدولية المناهضة للعنصرية والتمييز العنصري.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية للحركة، دعت التوصيات حماس لتفعيل الوثيقة السياسية التي تنظم أداء الحركة، وتوحد مصطلحاتها، وتضبط سياستها وخطابها على صعيد علاقاتها الخارجية.
كما طالبوا بإعادة هيكلة مكتب العلاقات الدولية لحركة حماس، وتوسيع قاعدته البشرية والمعلوماتية « ليصبح مؤسسة عريقة قوية بإمكاناته البشرية والمالية والفنية»، وعلى ضرورة تمتين الحركة لعلاقاتها مع حركات المقاومة؛ وذلك لمواجهة التحديات التي تتعرض لها، سواء فيما يتعلق بالموقف الرافض لتسوية القضية الفلسطينية، أو بكيفية إدارتها لقطاع غزة.
وعلى صعيد العلاقات الداخلية، أشار المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة الوصول إلى خطاب إعلامي وطني موحد، يخدم القضية الفلسطينية، ويعمل على التفاف الفصائل حول الرؤية التي تتبناها حركة حماس.
وشددوا على ضرورة إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني باعتباره «مشروعا فلسطينيا شاملا لجميع التجمعات الفلسطينية، وذلك بالعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتنظيمها»، كما حملت التوصيات ضرورة العمل على إنهاء الانقسام بين أفراد الشعب، وتوحيد الصفوف، والشروع في إجراء حوار وطني جاد، يستهدف وضع برنامج عمل وطني، لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، ودحر الاحتلال.
ودعوا إلى العمل على تعزيز ثقافة حق العودة وتقرير المصير، وتعزيز صمود أهالي مدينة القدس المحتلة ومدن الضفة الغربية لتمكينهم من تطوير المقاومة وتعزيزها.
ودعا الباحثون كذلك حماس إلى العمل على بناء «نظرية أمنية حديثة» وتطويرها، بما يتناسب مع التحديات المستقبلية، كما أوصوا بتطوير منظومات الصواريخ، لتتخطى مستوى التصدي لها من دفاعات إسرائيل، و»تعزيز الروح القتالية والجهادية» عبر استغلال طاقات الشباب الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وطالب الباحثون ببذل المزيد من الجهود لتشكيل قيادة وطنية موحدة لجميع الأسرى في سجون الاحتلال، وتجاوز العقبات التي تحول دون ذلك.