في الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقصى الثانية
من بذرة عز كامنة في صدر الأرض المحتلة
نبت العود ليشمخ فخرا ويبدد أعوام الذلة
رسم العود على شفتيه برعم أمل ينظر حوله
والشوك يحيط بعالمه فيسير ولا يخشى هوله
يمضي ويشق طرائقه ويسدد ويعدل ميله
تعلو الآفاق بمهجته ويشب ليقتحم الجولة
سمع الناشئ صوت نشيد والمنشد في أحلى وصلة
يترنم يحمل مدفعه ويغازل بشذاه الفلّة
ويقول بصوت منساب كالجدول ما أعذب سيله
“يا أرض العزة يا أرضي يا أرض المسرى ومحله
طوبى للخيل ومن حملت طوبى للسيف ومن سلّه
طوبى للحق يناصره شبل يتحدى محتله
خنساؤك صنعت تاريخا لم تصنع امرأة مثله
فاقت في البذل مجاهدة في زمن الشيماء وخولة
ورجالك في الأسر أسود لا ترضى قهرا أو ذلة
ودمانا لن تذهب هدرا والبذل سيلبسنا حلة
بالسيف سنقنع محتلا لا تقنع تسوية عقله
ثبت البرهان على قولي ومضى يتقدم في الصولة
والأقصى سيعود قريبا تفصلنا يا قدسي وهلة
والبغي سنجعله قطعا ونشتت في الساحة شمله”
لمح البرعم لون دماء قانية بجوار النخلة
فمشى فرأى صاحبنا ينزف مبتسما في طلة
فأكبَّ العود يقبله وتحنّت بالمسك القبلة
كبر العود على صاحبنا في لحظة مجد وأظله
منكسرا كان فقومها ناصية القول بلا علة
نعم الوقفة وقفة عزٍّ يصنعها الشجعان أقلة