– أمتنا تتعرض لغزو إعلامي وفكري ممنهج
– ما عادت فلسطين أولوية في البرمجة العقلية ولا في البرنامج السياسي للكثير من شبابنا
– أمتنا مجوّعة ومضيّعة ومضلّلة ومسلوبة الحرية والكرامة وهناك بون شاسع يفصل شبابنا عن قضايانا المركزية.
– الحرب الاقتصادية على بلادنا عنوانها “جوعه يتبعك”
– يجب أن يكون سد فقر الناس وعوزهم وتأمين الحياة الكريمة لهم أولوية في مشروعنا المقاوم
ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة في دار الندوة الشمالية بطرابلس تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية قال فيها :
تتعرض شرائحنا الشعبية والشبابية لحملة ممنهجة تهدف إلى تضييع وتغييب قضايا الأمة المركزية عن واجهة اهتماماتهم فما عادت فلسطين ولا القدس أولوية في البرمجة العقلية ولا في البرنامج السياسي للكثير من شبابنا، وطغت الهموم الحياتية والمعيشية على اهتماماته بعد اعتماد سياسة الافقار والتجويع والاشغال بالبحث عن لقمة العيش، كما بات الاصطفاف والصراع يأخذ طابع الصراع العرقي والقومي والوطني داخل الامة وما عادت إسرائيل عند البعض هي العدو
فالاعلام الموجه من أنظمة التخاذل والعمالة في بلادنا بات يطرح إمكانية العلاقة مع الكيان الصهيوني وكيفية الاستفادة المشتركة من هكذا علاقة
وفي مواجهة ذلك وبدلا من أن يكون خطابنا خطابا يواكب المرحلة ليصد الهجمة ترى أحزابنا وحركاتنا وفصائلنا ما زالت تعتمد في مخاطبة الشرائح الشبابية خطابا تقليديا مترهلا نظريا ما عاد يجدي ولا يقنع،فأمتنا مجوّعة ومضيعة ومضللة ومسلوبة الحرية فأصبح هناك بون شاسع بين القوى الحزبية والنخب الشبابية.
لذلك لا يمكن أن نعيد القدس كمشروع شعبي جماهيري جامع ما لم نطور الخطاب ونعيد التواصل ونوحد الجهود والطاقات، فعلى مؤسساتنا التنظيمية والحزبية والدعوية أن تعيد برمجة مناهجها وتأهيل خطابها الذي تتوجه فيه صوب الشرائح الأساسية
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل نستطيع أن نجمع شبابنا على اختلاف فكرنا وعلى مساحة تنوعنا لنتحدث لغة واحدة ؟؟ ونحمل هما واحدا؟؟
طبعا نستطيع لأننا شركاء في الافقار والتجهيل والاستهداف ، وفلسطين تجمع كل المختلفين في أمتنا ، ولأن النضال الذي قدم في محراب فلسطين أثبت أنه يجمع فقد اجتمع في هذه الثورة الوطني والقومي الاسلامي والمسيحي وحتى العربي والعجمي كلهم كانوا في خندق واحد ضد الصهيونية وما تحقق مرة يمكن أن يتكرر مرات ومرات.
لذلك أقول طرابلس كانت تقف إلى جانب قضايا الأمة المركزية وطرابلس لم ترتد عن هذه القضايا ولكن طرابلس أهملت وأفقرت وجوِّعت من أجل أن تخضع ككل مخيماتنا وعواصمنا شغلوا أهلها بلقمة العيش وبثقافة الاختلاف والتجزئة وذلك مبرمج ومقصود
لذلك مسؤوليتنا اليوم سد فقر الناس وعوزهم أولا ليتجهوا بعد ذلك صوب قضاياهم المركزية وهذا يجب أن يكون أولوية في مشروعنا المقاوم .
إن الحرب الاقتصادية التي تشن على بلادنا تهدف إلى إخضاعنا وفق المثل القائل “جوعه يتبعك”، لذلك إذا أردنا ان ندعم مشروع الجهاد والمقاومة يجب أن نكون مقاومة اقتصادية ترفد المقاومة العسكرية فلا نبقي فقيرا ولا محتاجا ونقف إلى جانب الأسرى وأهلهم وذوي الشهداء لنبلسم آلامهم ونثبتهم في أرضهم
إن جل أنظمتنا العربية لا تعنيهم قضية فلسطين لا من قريب ولا من بعيد وصفقة القرن بالنسبة للبعض فرصة ذهبية لإجراء مقايضة يتخلى من خلالها البعض عن القدس للصهاينة مقابل المحافظة على عرشه وديمومة ملكه
لذلك يجب أن نسحب التوكيل من يد أولئك الذين يعتقدون أنه يمتلكون الحق في بيع مقدساتنا ليكون قرار المحافظة على المقدسات بيد المقاومين والمجاهدين والمنتفضين وأصحاب مسيرات العودة في غزة والضفة والقدس وفلسطين التاريخية .
أما أولئك الرؤوساء الذين نذروا أنفسهم للشيطان فردنا عليهم يجب أن يكون كما قال الشاعر العراقي أحمد مطر في قصيدة” الحل” حيث قال:
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة…
وأرحت الشعب مما أثقله…
أنا لو كنت رئيساً
لدعوت الرؤساء…
ولألقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
وعن سر العناء…
ولقاطعت جميع الأسئلة…
وقرأت البسملة…وعليهم وعلى نفسي رميت القنبلة
…