الحمد الله، ثم الحمد الله، الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد الله الذي أنزل القرآن تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين.
الحمد الله الذي جعل هذه الأمة خير الأمم، تدعو إلى الله وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، الحمد الله الذي جعلنا الأمة الوارثة للدين وجعل نبينا خاتم الأنبياء والمرسلين، وجعل القرآن محفوظا بحفظه حتى لا يتبدل ولا يتغير على أيدي اللاعبين والمنافقين والمتاجرين بالدين كما فعل الأحبار والرهبان في الأمم السابقة.
الحمد الله الذي أعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأعلى شأن المؤمنين، “انَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ” .
أما بعد أيها الإخوة المؤمنون،
نحن ورثة محمد صلى الله عليه وسلم فإما أن نرثه بحقٍ فيكون الناس شيعا يوم الدين، وإما أن نبدل من بعده ونغير فيقول لنا “سحقا سحقا” أي بعدا، بعدا عن الله.
الإسلام يتخلق روحا في ضمير أمة الإسلام ، في هذه الروح التي تتجلى في الصحوة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، الرب يتجلى في وجوهكم النيرة، وفي وجوهكم في هذه القارة النائية (أميركا الشمالية)، عن مبعث الوحي ومنطلق الهداية.
الإسلام حجة الله تعالى على الخلق، فأقيموا حجة الله في تبليغ دينه للناس، ” وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ “.
أيها المسلمون،
الجهاد فريضة من فرائض الإسلام، بل الجهاد درع هذا الدين، وجنه الواقي وبدون القوة لا تحمى الشرائع ولا الحقوق و لا الدماء، القوة في الإسلام هي حامية الدين، وهي حابسة الدم، وحامية الأعراض والكرامة.
لذلك فرض الله تعالى الجهاد على المؤمنين واعتبره ذروة سنام الإسلام، فهذه الدول الكافرة، تعد لنا من أسباب القوة لتواجهنا ما تعلمون، اليهود يحملون قواهم في فلسطين، وتجمع لهم مؤسساتهم اليهودية في العالم كل ما يحتاجون من سلاح، ومال ورجال يهاجرون كل يوم إلى الأرض المقدسة فلسطين، من أجل أن يحققوا شعارهم وحلمهم، “من النيل إلى الفرات دولتك يا إسرائيل” كما يقولون.
وأميركا تنشر أساطيلها في البحار السبعة، من أجل أن تحمي سلطانها ودولتها، ومصالحها إنها تؤمن بأن القوة هي التي تحفظ كيانها، لذلك ترى لها قواعد عسكرية، في القارات الخمس وفي المحيطات بوارجها تمخر عباب اليم، وتسلط صواريخها في كل اتجاه لحماية الولايات المتحدة، ومصادر ثرواتها وأقامت لها في بلادنا أنظمة ترعى مصالحها، أقامت لها في بلادنا حكاما عملاء صغارا يقتلون شعوبهم كلما أمرتهم الصليبية العالمية والصهيونية العالمية ليبقى المسلمون مسحوقين بذل استعمار وسياط العرب الذين تركوا دين الله وعادوا إلى الجاهلية من جديد لينشروا فيها الوثنية والظلم والخرافة.
العالم كله يؤمن بأن القوة هي التي تحمي وجوده فما من دولة هان عليها أمر الدين كما هان على بعض المسلمين، وما لأمة إلا وتجد قوتها في وحدة كلمتها على مبدئها ومعتقدها، إلا المسلمين متفرقين بينهم مختلفين إلى دول كثيرة بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جمعيا وقلوبهم شتى.
هذه الصورة يجب أن تتبدل في الإسلام وفي العودة إلى دين الله، والله تعالى يريدنا أمة واحدة وصفا واحداً وقيادة واحدة وقرارا واحدا، في السلم وفي الحرب، إذ لا يجوز أن تكون أميركا دولة واحدة من خمسين ولاية، ويكون المسلمون من أربعين دولة بأربعين رئيسا، إنها مهزلة التاريخ أن تتفرق أمة التوحيد وتجتمع أمة الشرك، إنه لمن غرائب الأشياء أن يختلف المسلمون ويتوحد المشركون، كل ذلك سببه النزاع الدائم وعلى أي شيء يتنازع المسلمون، يتنازعون على الدنيا وزعامتها وكلكم يعلم أن العزة لا تكون بطلب الدنيا، إنما تكون العزة في هذه الأمة بطلب مرضاة الله والدار الآخرة.
لقد كان سلفنا الصالح يعلم طريقه إلى لله عز وجل، لذاك نسي عصبياته، ونسي خلافاته، ونسي كل أمر يفرق كلمته، وباع سلفنا الصالح حياته لله، وقدم ماله ودماءه قربانا لنصرة دين الله، فما أجدر المسلمين أن يعودوا إلى الأصل القرآني وإلى الهدي النبوي، من أجل أن يعيدوا وحدة أمتهم ويستأنفوا دعوتهم شعوب الأرض إلى الإسلام، فمهمتنا قبل أن تكون البيع والشراء، والنكاح والطلاق، مهمة المسلمين قبل أن تكون بناء الدور وسكن القصور، مهمة هذه الأمة أن تكون وريثة محمد صلى الله عليه وسلم لدعوة الناس إلى الخير بأن الدور يسكنها المؤمنون والكافرون، والنكاح يأتيه البر والفاجر والمؤمن والكافر، تلك أمور مشتركة بين المسلمين وسواهم، والذي يميز المسلمين عن سائر الناس، أنهم حملة رسالة ودعوة إلى الخير، وأنهم يعلمون بأن الإنسان إنما خلق لعبادة الله لا ليأكل مع البهيمة من طعام واحد، لأن الذين كفروا كما وصفهم الله، ” والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم “.
أيها المسلمون،
إن صحوة الإسلامية التي عمت بلاد المسلمين تحتاج إلى ترشيد وإلى توحيد على الله، فلا يكفي أن يصحو الأفراد ولا تصحو الأمة كلها يجب أن تنتظم الأمة صفاً واحداً فلا يعقل ان من يعبدون الله الواحد الأحد، متنازعين فيما بينهم، والله تعالى يقول لنا“ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”.
المسلمون اليوم يتعرضون لأعتى هجمة شرسة، من أجل أن تتوقف ثوراتهم التي انطلقت في كل مكان فالسوفيات الملحدون نزلوا إلى أفغانستان من أجل أن يضموا هذه الدولة المسلمة، وهذا الشعب المسلم إلى الجمهوريات السوفياتية، التي كان من ضحايا هذه الدولة الباغية سقوط كردستان وسقوط طشقند وسمرقند، وبخارى وغيرها، في عداد الدول التي احتلها الاتحاد السوفياتي. أطماع السوفيات كبيرة جدا في بلاد المسلمين، كذلك أطماع الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر نفسها فرعون العصر، ونمرود العصر الحديث، وتعتبر أن كل شعوب العالم يجب أن تكون في خدمة مصالحها ونزواتها وشهواتها السياسية.
لذلك تصر الولايات المتحدة على أن تستخدم حق الفيتو في كل قضية محقة للمسلمين لتصوت إلى جانب إسرائيل في كل المواقف والمواطن، وإنها لتعتبر الشعب الإسرائيلي شعباً مميزا عن الشعوب يستحق كل كرامة، وأما المسلمون فيعتبرون اليهود شرار خلق الله والمغضوب عليهم، لذلك يجب أن نعد العدة لمواجهة قوة البغي في العالم من أجل تحرير فلسطين، ومن أجل تحرير لبنان، ومن أجل تحرير أفغانستان، ومن أجل إعادة الوحدة إلى أمتنا الإسلامية المتفرقة.
نحن في لبنان أيها المسلمون نعاني ونعاني، نعاني من الظلم الدولي، والظلم الإقليمي، ومن ظلم الفرقة نعاني، نحن في لبنان أكثرية مسلمة وأقلية مارونية متصهينة، تسعى لإقامة تحالف مع اليهود، ليشكل الموارنة مع إسرائيل تحالفاً إستراتيجياً يحققون به السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بالقوة العسكرية والإمساك باقتصاد البلاد وقرارها السياسي والدول الإقليمية العربية تحاول وتسعى جاهدة لمصالحة اليهود الذين احتلوا أرض فلسطين، فكان السادات المقبور أول من فتح باب الفتنة للصلح مع اليهود، فلقنه المسلمون في مصر درس البطولة والجهاد، وضرب الله تعالى بيد المجاهد المسلم الإسلامبولي ذلك الخائن العميل ، فأرداه ليكون عبرة لسواه، وسارعت الدول والأنظمة العربية، للدخول في هذا الحلف النجس محالفة المغضوب عليهم، وشجعوا أبا عمار أن يدخل في هذه اللعبة الخيانية، وشجعوه على الاعتراف بإسرائيل والتنازل لها عن خمسة أسداس فلسطين ووعدوه إنْ هو فعل ذلك أن يعطوه عرشاً على الورق عرشا لا وجود له ودولة لا وجود لها إلا في وهم ياسر عرفات، وفي أوهام المخدوعين بالوعود الصهيونية، وما علموا أن اليهود قد نقضوا عهود الله، فكيف بعهود اليهود مع الناس؟!.
إننا نعتبر كل هذه السقطات الخيانية مؤامرات تجري في بلادنا من أجل وقف المد الإسلامي وتعميم الثورات الإسلامية في بلادنا الإسلامية العربية وسواها، ونعتبر أن السبيل الوحيد لوحدة المسلمين أن يودعوا الانقسامات والأحزاب أن يشكلوا لهم قيادة عالمية واحدة تنتظم صفوفهم، وتوحد قرارهم، وأن تجهزهم للجهاد عن بلادهم والدفاع عن أنفسهم، كما يفعل الشعب الأفغاني، وكما يفعل الشعب الفلسطيني، وكما يفعل الشعب اللبناني، يجب أن تنطلق الثورات في كل بلاد المسلمين لتقضي على رموز الاستعمار الفاسدة، التي تستعبد شعوبها لصالح القوى الباغية الدولية، وإن ذلك لن يكون إلا بأن يعمل المسلمون ويتعلموا بكتاب الله عز وجل، ذلك الكتاب الذي جعل من العرب الأميين، ومن العرب المشركين وجعل من المجوس و الصليبيين، جعل منهم أمة واحدة مسلمة تعبد الله، بعد أن جعلوا من الإسلام في الجزيرة وفي بلاد الشام في بلاد فارس والهند وفي إفريقيا سائر القارات، علينا أن نعود إلى الأصل القرآني الذي جمع به الله تعالى العرب والعجم، البيض والسود على قضية واحدة مقدسة، ألا وهي إقامة حكم الله في الأرض فلا يجوز أن يبقى فرعون بعد أن بعث موسى، ولا يجوز ان يبقى نمرود بعد أن بعث إبراهيم، ولا يجوز أن يبقى صنم بعد أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم، لا يجوز أن يبقى جبار في الأرض ، أمة الإسلام فيها كتاب الله الذي يأمرنا فيقول ” وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانهمْ مِنْ بَعْد عَهْدهمْ وَطَعَنُوا فِي دِينكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّة الْكُفْر إِنَّهُمْ لَا أَيْمَان لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ، ” “وقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ “.
إنهم يفتنون المسلمين عن دينهم، إنهم يدخلون المسلمين في الإلحاد، وفي دين الصليب، إنهم يدخلون المسلمين في كل القبائح والمحرمات والرذائل، بعد أن أصبحت الدولة دولتهم وبعد أن أصبح السلطان لهم، عليكم أن تعلموا لا يحمي الأمة إلا وحدتها على الله ولا يحفظ أراضي المسلمين إلا إقامة حكمة الله فالإسلام يحتاج من أتباعه من رجاله من المؤمنين من يرص الصف كما قال تعالى “إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص“، إن المسلمين اليوم في حاجة إلى أن يستشعروا مسؤولياتهم الشرعية أمام الله، إن مسؤوليتنا الشرعية تقتضينا بأن نرفض التبعية لغير الله، كل من تولى غير الله فهو عدو لله، من تول الدول الباغية وكان لها عميلا أو تول الرؤساء العملاء وكان لهم عميلا أو تول اليهود والنصارى وكان لهم عميلا وخادما، فهو محشور معهم يوم القيامة اقرؤوا قول الله تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ” ، ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ”
إنه لا يحل للمسلم أن يتعاون مع كافر على أمته، بل الواجب أن يتعاون المسلمون على البر والتقوى، وأن يتعاونوا على إعلاء كلمة الله والجهاد لإعلاء كلمة الله.
لذلك رأيتنا في لبنان رفضنا أن نخضع للمارونية ورفضنا أن نخضع في فلسطين للصهيونية تأكيدا منا على إيماننا تأكيدا منا على عزتنا وكرامتنا، تأكيدا منا على تبرئنا من المغضوب عليهم ومن الضالين لأننا نطلب الهداية إلى صراط الله المستقيم، إن المسلم الذي يدعو كل يوم بــــإهدنا الصراط المستقيم لا يمكن أن يكون على طريق المغضوب عليهم ولا على طريق الضالين.
لذلك أعلنا رفضنا بالفعل وبالكلمة، أعلنا رفضنا وحملنا السلاح في لبنان وحملنا السلاح في فلسطين نعلن أننا لا نقبل بغير الإسلام خطة ولا منهاجا ونحن ما زلنا نرفض مهما تقلبت علينا الكفر والبغي والعدوان، العميلة للشيطان والعميلة للسوفيات والأميركان واليهود، نحن غير مكترثين بكل تلك القوة، لأن قوة الله تعالى هي المؤيدة للمؤمنين ولأن القوة لله جميعا ولأن الله ينصر من ينصر دنيه.
أيها المسلمون، قامت حركة التوحيد في لبنان من أجل أن تؤكد عزة الإسلام في حياة المسلمين وبعد أن سقطت كل الأحزاب الوطنية واليسارية بعد دخول إسرائيل إلى بيروت وبعد أن تراجعت القوى الفلسطينية والوطنية والماركسية الاشتراكية وانهزموا بعد الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982 ميلادية ، وجد المسلمون أنفسهم بعد أن خلت الساحة من الدجالين الكذابين الذين تاجروا بقضية فلسطين منذ الثامن والأربعين وبعد أن انسحب أبو عمار من بيروت، وكنا نقول لأبي عمار ” ابق في بيروت إنها بلاد المسلمين لا تقبل القرارات الدولية ولا تقبل القرارات العربية ابق أبو عمار مع المسلمين في لبنان ، ابق معنا في خندق واحد لنحرر لبنان ثم نزحف منه إلى فلسطين” ولكن أبا عمار صدق مقالة الدجالين والذين كذبوا على الأمة منذ الثامن والأربعين، صدق مقالتهم ولم يصدق مقالتنا وخرج منها لا ليعود إلى الجهاد إلى فلسطين ولكن ليزور السادات ليزور مبارك وريث السادات، الذي يرفع علم إسرائيل على قاهرة مصر على العاصمة العربية، التي حررت فلسطين مرتين مرة من الصليبين على يد صلاح الدين، ومرة من التتار على يد المظفر قطز، عرفات بدلا من أن يدخل مصر ليحرض مبارك على نقض معاهدة كامب ديفيد، ها هو يتجاوز حدود كامب ديفيد، يتجاوزها الى الصلح المنفرد، ليبيع فلسطين لليهود، وكنا في طرابلس قد استقبلنا فلسطينيين ومازال الفلسطينيون في شمال لبنان وفي جنوب لبنان إخوة لنا في الدين ونحميهم بما نحمي أنفسنا ونتعاون معهم على قتال عدونا وعدوهم الكافر مازلنا نؤمن بأن الشعب الفلسطيني لا يرضى بخطة الذل خطة لحياته لذلك عندما لجأ أبو عمار إلى طرابلس وكان مستهدفا وكنا معه مستهدفين وقفنا ندافع عن حركة التوحيد وعن المسلمين في لبنان وعن الشعب الفلسطيني في لبنان عن كل المسلمين قاتلنا ودافعنا وكنت قد طلبت من أبي عمار أن يعلن ثورة إسلامية معنا قلت له يا أبا عمار قبل أن تقوم قيامة الحرب في لبنان وفي مدينة طرابلس قلت له في مجلس في إحدى القواعد الفلسطينية في شمال طرابلس قلت له “يا أبا عمار، دع عنك هذه الدعاوى والدولة العلمانية التي تنادي بها إن فلسطين دولة مسلمة وجزء من العالم الإسلامي فلنعلنها يا أبا عمار ثورة إسلامية جهادية فإما أن نموت معا شهداء وإما أن يعزنا الله تعالى بالإسلام” وكان رد أبي عمار مؤسفا ومحزنا، قال أبو عمار”إن أعلنتها إسلامية سيتخلى عني الاتحاد السوفياتي وسيتخلى عني العرب نعم وسيحرمني العرب من المساعدات المالية كان همّ أبي عمار السوفيات لا رب العالمين كان همه العرب لا رب العرب لذلك اضطر أبو عمار بعد أن خذله العرب وبعد أن خذلوا قضيته ووقفوا صفا واحدا مع السادات المقبور وصفا واحد مع خليفته الخائن القبيح، وبعد أن سمح السوفيات بالهجرة اليهودية إلى فلسطين وبعد أن رأى أبو عمار بأن الدنيا كلها أصبحت ضده وضد قضيته ركع ولكنه لم يركع لله، ركع لقوى الكفر الباغية ركع أبو عمار بل سجد أمام إسرائيل، وأما شعبه فما زال بطلا منتصرا يجاهد اليهود بالحجارة بعد أن حرمه العرب بعد أن حرمه العالم من السلاح الذي يحرر به نفسه، بقي الشعب الفلسطيني كما أراده الله تعالى شعبا مسلماً متوحدا وباء أبو عمار بسخط من الله وغضب، لقد تولى المغضوب عليهم، واعترف لهم بدولة على أقدس أرض بارك الله حول مسجدها، أرض أبيك يا أبا عمار أرض أبيك حتى تبيعها لليهود من ورثك أرض فلسطين حتى تتصرف فيها وحتى تطالب بمؤتمر دولي لتوقع أمامه وليوقع معك خونة العرب صك بيع فلسطين لإسرائيل، من أين لك هذا الحق؟ إن السلطان عبد الحميد العثماني أبى أن يبيع اليهود شبرا من أرض فلسطين وقال مقالته المشهورة ” ليست فلسطين أرضي ولا أرض آبائي إنها أرض الأمة الإسلامية فلا يحل لي أن أبيعكم شبرا منها” ولكن العربي، العربي الفلسطيني صاحب القضية هو الذي باع فلسطين ولكنه في الحقيقة خسر نفسه وستبقى فلسطين قضية حية قضية الأمة الباقية حتى يطهرها الله على يد المجاهدين الأبطال والمسلمين الصادقين من جحافل اليهود أبناء القردة الخنازير.
نعم، نحن حمينا أبا عمار في طرابلس وطلب منا أن نخرجه حتى تقف الحرب عنا فقلنا وما زلنا نؤكد قلنا لن نسجل في التاريخ أننا طردنا مسلما من بلدنا ، أننا تعاونا مع اليهود ضد القضية الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني فبدؤوا يدمرون مدينتنا، وكنا قد خاطبنا أبا عمار يوما وقلنا له “يا أبا عمار يطلبون منا أن نخرجك من بلدنا طرابلس تأكد أنك أنت حر في بلدنا إنها بلدك إنها بلد مسلم لا يذل فيها مسلم أبدا، أنت فيها اختياريا، أبا عمار إن شئت مت معنا وإن شئت فاختر لك السبيل الذي تريد فاختار أبو عمار أن يترك طرابلس بعد أن ترك بيروت، فماذا نملك لأبي عمار ونحن الذين اختلطت دماؤنا بدماء الشهداء الفلسطينيين على أرض طرابلس وفي الجنوب اللبناني وفي بيروت وفي المخيمات وفي كل مكان، أبينا إلا أن تمتزج دماء المسلمين لتكون قربانا لنتقرب به إلى الله عز وجل.
وبقيت حركة التوحيد والمقاومة الإسلامية في الجنوب اللبناني تؤكد كل يوم إصرارها على الرغم من القرارات العاتية تؤكد كل يوم أنها في سبيل التحرير تسير ولم تتراجع ما دامت في صدورنا ما دامت في نفوسنا عزة الإسلام وفي صدورنا روح الإيمان، ما دمنا نبصر أو نسمع ما دمنا نحس أو نشعر بعزة الإسلام وبكرامة الإسلام والأمة المسلمة، قررنا أن نتابع المسير والمسلمون اليوم يتعرضون في لبنان لأعتى الهجمات، هجمات من كل جانب هجمات من كل الأمم وعلى الرغم من كل ما يعترينا وعلى الرغم مما نتعرض له، نحن على يقين بأن دين الله سينتصر، وأن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون، نحن مؤمنون بأن الله يدافع عن الذين آمنوا وأن الله لا يحب كل خوان أثيم.
نحن نقول أن أبا عمار لا يمثل الشعب الفلسطيني ، وليس الممثل الشرعي والوحيد لا بل لا يمثل في الشرعية إلا نفسه لأن الأمة مقررة ومصممة، على أن تحرر فلسطين ولو امتد بها الزمن فإننا سنعلّم أولادنا الجهاد، سنعلم أولادنا الرماية سنعلم أولادنا كيف يستشهدون في سبيل الله، لذلك لن يرى اليهود الاستقرار والهدوء في بلادنا لن يروا السلام ولا السكينة تلك هي مطالب مستحيلة، يحاول اليهود تحقيقها لأنفسهم ما دامت ارض الإسلام تؤمن بأن الجهاد طريق لتوحيدها وتحريرها.
لذلك عليكم أن تكونوا كما نحن وكما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليكم أن تكونوا مؤمنين مجاهدين مؤمنين بأن الجهاد فريضة على كل مسلم، مؤمنين ـ “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة”.
لا تغرقوا في الدنيا لتنسيكم دينكم، لا تغرقوا في الدنيا لتنسوا الآخرة، لا تعبدوا الدولار لا تعبدوا الدور والعقار، عليكم أن تعبدوا الواحد القهار، عليكم أن تعبدوا الله والله تعالى قد وعدكم أن يورثكم أرض الكافرين، وأموال الكافرين وأراضي لن تحلموا بها كما أورث رسوله الكريم بعد الأحزاب وبعد هجمة الكفر العاتية التي أريد منها أن تقضي على محمد يوم الأحزاب، على أصحاب محمد يوم الأحزاب فإذا بالقرآن يخبر بالنتيجة التي انتهت إليها الغزوة الأحزاب ” وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا “.
أيها المسلمون، أكثركم في أميركا يغرق في الدنيا نحن لا نقول لكم لا تشتغلوا، فالله تعالى قد أباح العمل وأمر به من أجل أن نرزق أولادنا مما يرزقنا الله تعالى، قال جل وعلا “وامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه، وإليه النشور”، أخبركم أنكم تأكلون من رزقه فلا يعقل أن تأكلوا من رزق الله ثم تتخلوا عن أوامر الله، ثم تتركوا فرائض الله ثم تغرقوا في الدنيا فتعبدوها من دون الله، إن من واجبكم وأنتم تعملون في الدنيا أن تسددوا طريقكم إلى الآخرة، وعندما تغفلون عن الآخرة تعلمون أن حب الدنيا رأس كل خطيئة، فلا تغرقوا في حب الدنيا اجعلوا الدنيا في أيديكم، واجعلوا حب الله والإيمان في قلوبكم فإذا تعارض حب الله مع حب الدنيا فآثروا حب الله على حب الدنيا والله تعالى يقول والذين آمنوا أشد حبا لله، هل تستطيعون أن تجعلوا حب الله مقدما على حب الحياة، هل تستطيعون أن تجعلوا حب الله مقدما على آبائكم وأبنائكم ونسائكم؟ هذا ما يريده الله تعالى منكم وهو القائل سبحانه في حق من يؤثرون غير الله على الله ، “قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا”.
تربصوا أيها الذين تحبون الدنيا وأهلها والأوطان والبلاد والمساكن تربصوا يا من تحبون الدنيا أكثر من الله، أن ينزل الله تعالى العذاب وأن ينزل البلاء عليكم.
أيها الإخوة المسلمون، إننا نؤكد كل يوم على إسلامنا، وإن زيارتنا لأمريكا ضمن هذا التأكيد، فما حملنا للحضور إلى أميركا حب الدنيا إننا تركنا الدنيا وأبناءنا ونساءنا وراء ظهورنا وجئنا لنقول كلمة الله لتكون كلمة الله هي العليا، جئنا لنزوركم، ونذكركم ولنتذكر منكم ولنتعظ بقدر الله الذي حملكم إلى هذه البلاد من أجل أن تنشروا الإسلام فيها، إن سلفنا الصالح إن أصحاب رسول الله عندما فتحوا آسيا وأفريقيا ودخلوا إلى أوروبا وقف قائدهم عقبة بن نافع على شاطئ هذا المحيط الأطلسي الذي تقوم عليه هذه المدينة، وقف عقبة بن نافع يخوض بفرسه شاطئ المحيط الأطلسي من جهة قيرون في تونس لينادي ربه ويقول “يا رب لو نعلم أن وراء هذا البحر بلاداً لخضناه في سبيلك”، نعم كانت طموحاتهم أكثر من قدراتهم ولكن الله أمدهم بقوة من عنده فإذا بأقدامهم وخيلهم أصلب من الطائرات وأعظم من الدبابات وإذا بفتحهم خلال عشرين سنة خلال خمسة وعشرين سنة من البعثة النبوية إذا بفتحهم يتم خلال ربع قرن من الزمن إذا بالدنيا كلها تسجد لبارئ الوجود، إذا بأهل الجزيرة الذين كانوا يسجدون للات والعزة، وإذا ببلاد الشام التي كانت تسجد لقيصر القسطنطينية إذا ببلاد فارس التي كانت تسجد للنيران إذا ببلاد أفريقيا التي كانت وثنية ويعبد فيها البربر الحيوانات إذا بهذه البلاد كلها تتحرر من الصنم والخرافة وترفع التكبير وإذا بكم بعد أمة من الناس وعهد من الزمن تعبرون المحيط لتطلبوا الدنيا ولكن الله تعالى يريد لكم أن تطلبوا الآخرة لأن الناس أناس يقادون إلى الجنة بالسلاسل ويريد الله منكم في هذه الدنيا أن تنشروا نور الحق أن تنشروا الإسلام في هذا الشعب الأميركي المتعطش إلى الروح والمتعطش إلى السجود الذي مل من الفاحشة والذي شبع من الشهوات يريدكم الله أن تخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وهذا ليس بمستطاع إلا أذا حررتم أنفسكم من الدنيا وشهواتها لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فإن كنتم قد تحررتم من شهوات الأرض عوالقها، عليكم أن تدعوا هذا الشعب بالأسلوب القرآني النبوي “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة” ادعوا هذا الشعب إلى الدخول في الإسلام وأن الحق منتصر ويأبى الله إلا أن يتم نوره، هذه الأرض أمانة في أعناقهم فلا تتبعوا خطة الأميركان فيها بل احملوا الأميركان على خطة الله على خطة القرآن منهاج الله حتى يكون لكم من الآخرة ما وعد به رسول الله ، صلى الله عليه وسلم لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها، فمن أراد أن يظفر بأعظم من الدنيا من أراد أن يظفر بعز الدنيا والآخرة فليكن وليفا لرسول الله ليكن داعيا إلى ما دعا إليه رسول الله والقرآن يقول لرسوله حتى يقول لنا قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني” فأنتم أتباعه نحن أتباعه ندعو إلى سبيل الله كما دعا فلا تضيعوا الحياة بالقيل والقال ، وكثرة السؤال وإضاعة المال وفروا المال للمجاهدين في سبيل الله ووفروا الكلام لذكر الله لا تضيعوا الحياة بهدر الكلام فإنما اللسان يهلك صاحبه بالنار والكلمة الطيبة صدقة ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها وأما الكلمة الخبيثة وهي الكلمة التي تطعن في دين الله، والكلمة التي تنهم في اعراض المسلمين والكلمة التي تفرق كلمة الموحدين الكلمة التي تضر ولا تنفع، اتركوهها إنها الكلمة الخبيثة .
أيها المسلمون إن من آيات الله تعالى التي شاهدها المسلمون أن قدرة الله تتجلى في فلسطين وفي لبنان وفي أفغانستان كما تجلت في التاريخ دائما إن من عظمة هذا الدين أن أهله لو قاتلوا بالحجارة لانتصروا، هذا ما وعد الله تعالى به إن الله لم يأمرنا أن نعد ما لا نستطيع إن الله لم يأمرنا أن نعد ما ليس بوسعنا، إن الله أمرنا أن نجاهد بما نملك وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة يطلب منا الاستطاعة وعندما نملك الاستطاعة سنكون أصحاء من المرض ونكون مبصرين نرى دربنا إلى الجهاد، ونكون معتدلين نستطيع أن نصل إليه يجب علينا أن نجاهد بما استطعنا فإخوانكم قاتلوا بالحجارة وهذه استطاعتهم بينما جيوش العرب كل يوم تشتري صفقات السلاح والطائرات والصواريخ والبوارج والدبابات لا لتحرر الأمة، ولكن لتحمي نفسها وتحمي إسرائيل فجيش مصر لم يُعدّ من أجل تحرير فلسطين ولا من أجل طرد الاستعمار من مصر، كذلك سائر الجيوش في سوريا والأردن وفي الجزيرة وشمال أفريقيا، تلك الجيوش لم تعد من أجل الحرب ضد الكفار إنما أعدت من أجل قهر الشعوب المسلمة كما حدث في لبنان فصواريخ العرب وراجماتهم لم ترم إسرائيل براجمة واحدة، ولا بقذيفة وحدة إنما كانت حربهم علينا على إخواننا الفلسطينيين اسألوا أيلول الأسود اسألوا من الذي ذبح الشعب الفلسطيني في الأردن ومن ذبح الشعب الفلسطيني في لبنان من الذي شرد الشعب الفلسطيني في تونس ومصر واليمن وفي الجزيرة ولبنان وسوريا من الذي شرد هذا الشعب في سبأ ومن الذي فرض عليه العبودية والخنا والاستكانة لإرادة الاستعمار، عندها تعلمون بأن الاستطاعة التي يملكها شعبنا في فلسطين كانت أقوى من سلاح اليهود وأقوى من سلاح العرب مجتمعين لذلك بدأت إسرائيل تحس بالإحباط وبدأت تشعر بأن نهايتها قد بدأت عندها تجرد الشعب الفلسطيني لله وأخذ يقذف باسم الله أولئك المغضوب عليهم يرميهم بحجارة من سجيل كانت بالأمس الطير الأبابيل وأما نحن اليوم جنود الله ، يوم كانت الطيور يوم لم يكن في مكة مسلم واحد أرسل الله الطير الأبابيل لتحمي بيته وأما اليوم فالله تعالى لم يرسل الطير الأبابيل لأننا نحن جنده قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، إنه الجهاد الذي أصبح أمانة في أعناقنا وأصبح فريضة علينا فلا تنتظروا طير الأبابيل إنهم أولاد الفلسطينيين أولاد المسلمين الذين يرجمون أعداء الله فكيف لو أننا نهضنا جميعا لنرجم إبليس الذي يتولى اليهود والذي يتولى الصليبيين، كيف ونحن مليار مسلم نرمي أعداء الله ؟ أتظنون بأن شعبا يقاتل لإعلاء كلمة الله يهزم، ثقوا بالله وكونوا على خط ، عندما تؤمنون بالله أكدوا إيمانكم بجهادكم ويقينكم بأن الإسلام سينتصر وأن الله سينصر من ينصر دينه “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”، نحن لا نخاف في لبنان لا نخاف ولم نخف من أساطيل أميركا كلكم يعلم كيف اضطرت أميركا أن تنسحب من بيروت وكيف اضطرت إسرائيل أن تنسحب من بيروت هل كنا نملك بوارج أو طائرات عندما أخرجنا أميركا من لبنان كلكم يعلم كيف دمر مقر المارينز ؟ كيف دمر مقر القيادة الفرنسية وكيف دمر مقر القيادة الإسرائيلية في صور وكيف اضطرت القوات المتعددة الجنسيات أن تخرج تحت ضربات الأبطال؟ وكانت نيوجرسي البارجة المعتدية التي كانت تقذف القرى المسلمة ذات الزنة التي تصل إلى عشرة أطنان من المتفجرات ،لم تستطع نيوجرسي أن تحمي جيش أميركا في لبنان مما اضطرها أن تنسحب في الليل قبل أن يطلع النهار قبل أن تنقص جنودها، هكذا يكون الأبطال وهكذا تكون بطولة المؤمنين الذين يستشهدون من أجل أن تعز أمتهم من أجل أن تتحرر أمتهم المستشهدون من المسلمين الذين آمنوا بقوله تعالى “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون””يقتلون ويقتلون قتلوا وقتلوا من أجل أن تحيا أمتهم ومن أجل ان يعز دينها فلا تظنوا بأن أميركا قوية أميركا لا يستطيع أن يتحمل شعبها ما تحملناه نحن في لبنان الصغير، نحن المسلمون في لبنان تحملنا أكثر مما تحمل الجبال الصلب الراسيات وما زلنا على عهد الله قائمين لا تزعزعنا المؤامرات، ولم ترهبنا المدافع ولا المدمرات ،كانت القوة ضدنا تزيدنا قوة وتصميما وعزيمة على المضي في سبيل الله كانت القوة الغاشمة التي تتحدانا تزيدنا إيمانا بأن الله تعالى هو الحق كنا نصغي إلى قول الله تعالى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ” “إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”، فلم نخفهم إنما كنا نخاف الله ونحن تدك مساجدنا ومدارسنا وبيوتنا ومستشفياتنا وقطعوا عنا الماء والكهرباء والطعام ويمنع الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين من معالجة مرضانا أو دفن شهدائنا ومع كل هذا قطع اتصالنا بالخارج وقطع الهاتف حتى لا تسمع الدنيا أننا نموت أو نستصرخ ومع كل هذا نحن ما زلنا على الحق القائمين ما زلنا على صراط الحق المستقيم مازلنا خير أمة وأكدنا كل يوم إيماننا بالله عز وجل لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
أيها المسلمون أكدوا بأنكم هنا جئتم لتفتحوا أميركا ضعوا خطة حددوا زمانها بعشر سنين بخمسين سنة بسبعين سنة لتحولوا أميركا من الكفر إلى الإسلام ليرتفع الأذان في كل الولايات حتى يمتد نور الله في هذه الأرض حتى تكونوا خلفاء رسول الله في الأرض حقا وصدقا .
الله، الله في أحبابي قالوا ألسنا أحبابك قال أنتم أصحابي أحبابي يأتون في آخر الزمان لو عمل أحدهم عشر ما عملتم لنجا أجر العامل فيهم كأجر خمسين قالوا خمسين منا أو منهم يا رسول الله قال خمسين منكم إنكم تجدون على الحق نصيرا ولا يجدون.
اللهم اجعلنا من أحبابك وأحباب نبيك واجعلنا من المجاهدين لإعلاء كلمتك ارفع بنا راية الإسلام ونكس بنا راية الكفر واجعلنا من العاملين بالحق الذي بعثت به محمدا صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلنا على صراطك المستقيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المستغفرين.
الخطبة الثانية
الحمد الله حق حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ونحن على ذلك من الشاهدين، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد عباد الله،
لقد تركنا رسول الله على المحجة البيضاء تركنا على الشريعة الغراء ترك فينا كتاب الله وعهد الله فعلينا أن نشتغل بعهد الله عز وجل علينا أن نوحد كلمتنا، علينا أن ننبذ الخلافات التي بيننا، لأن كل اختلاف يؤدي إلى الضعف والفشل، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، عليكم أن تحبوا المسلمين عليكم أن تنصحوا المسلمين، عليكم أن تتجاوزوا عن أخطاء بعضكم البعض، لا تتبعوا عورات المسلمين يا معشر من آمن من المسلمين لا تتبعوا عورات المسلمين فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته فمن تتبع الله عورته فضحه في جوف بيته فلا تتعرضوا لفضيحة الله في البحث عن عورات المسلمين.
أيها المسلمون الحب في الله أرقى درجات الإيمان، فتحابوا في الله، “فسبع يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله”، إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه، فكونوا من الذين يجتمعون على الله لا على مصالح الدنيا، ولا على قرابة نسب أو صداقة، إن أعلى درجات الأخوة أن تحب المؤمن لقربه من الله عز وجل، فتحابوا في الله رحمكم الله ولا تقبلوا فيكم نماما ولا مشاء بنميم لأن ربكم يقول لرسوله الكريم كما يقول لكل مؤمن، فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم ، لا تطع هؤلاء المكذبين الذين يداهنون ولا يسقطون الذين يحلفون على الله بالكذب، ولا يسقطون الذين يمشون في الإفساد بين المتحابين، عليكم أن تتولوا المؤمنين لأن الله وليكم ورسوله والمؤمنون.
أيها الإخوة في الله انقلوا إلى هذا العالم إسلاما مصفى الإسلام القرآني النقي الذي لم يداخله دخن لا تنقلوا دخن المسلمين الذين دخلوا الإسلام، لا تنقلوا خلافات الناس إلى أوطانهم بل احملوا النور الذي لا يشوبه أي شائبة حتى يتقبل الله تعالى منا ومنكم صالح الأعمال.
اللهم إن نسألك إيمانا راسخا وقلبا مؤمنا بالحق صادقا ولسانا بالحق ناطقا، اللهم اجعلنا من الصادقين الصابرين ومن المجاهدين المخلصين الداعين إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة، اللهم انصر المجاهدين في برك وبحرك وجوك انصر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وانصرنا وانصرهم على عدونا جميعا يا رب العالمين.
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .