انعكست الإنتصارات التي يحققها الجيش لسوري في الميدان على التنظيمات الإرهابية، سلباً على “هيئة التفاوض”، حيث استقال أحد أعضائها بسبب المصالحات التي تجري في البلاد ما يشير إلى حجم الخلافات بين أعضائها.
وأعلن عضو “الهيئة” المنبثقة عن مؤتمر “الرياض 2” بشار الزعبي استقالته من منصبه، وهو أحد مُمثِّلي ما كان يسمى “الجبهة الجنوبية” في الهيئة، وفق ما ذكرت وكالات إعلامية معارضة.
وذكر الزعبي في رسالة وجهها لأعضاء “الهيئة”، أنه “قدم استقالته بسبب محاولة بعض أعضاء الهيئة استغلال مناصبهم المُهِمّة لتمرير مشروعات المصالحة الوهمية الروسية”.
وتضم “الجبهة الجنوبية”، عدداً من المجموعات في التابعة لـ “الجيش الحر” التي كانت في جنوب البلاد وتتلقى الدعم من مركز العمليات العسكرية “موك” الذي يقع مقره في عمان وتديره كل من أميركا وبريطانيا والأردن، وذلك قبل أن يتمكن الجيش السوري والقوات الحليفة والرديفة من تطهير المنطقة من الوجود الإرهابي.
وذكر الزعبي أنه “لا يستطيع الاستمرار في العمل بالهيئة، وذلك بعد كثرة التخوين وصعود المنتفعين وتوليهم مناصب باسم ما سماه “الثورة” والطعن بالشرفاء والتطبيل للعملاء، وفقدان الحاضنة الشعبية لأغلب ممثلي الثورة”، على حد قوله.
وقال إن “الاستقالة جاءت بسبب وجود قائد “قوات شباب السنة” المدعو أحمد العودة”.
وأشار الزعبي إلى أن العودة حضر اجتماعاً لـ”هيئة التفاوض” عبر السكايب وتحدث عن لقاءاته مع قيادات بـ«”الفيلق الخامس” و”الفرقة الرابعة” في الجيش السوري، في وقتٍ لم يستطع فيه الأعضاء الحصول على الأصوات الكافية لطرد العودة من الهيئة.
وأضاف الزعبيا ن نائب رئيس “هيئة التفاوض” خالد المحاميد، و”منصة موسكو” يشكّلون جزءاً معطِلاً لأي قرارٍ لا يوافقون عليه مثل “طرد” العودة، حيث اكتفوا بقرارٍ “لاستبداله” ولم ينفَّذ بعد.
وكان منسق “الهيئة” السابق رياض حجاب وعشرة من أعضاء “الهيئة” بينهم المتحدث باسمها رياض نعسان آغا، أعلنوا استقالتهم العام الماضي.
ورأى مراقبون، أن حالة من الفوضى والتشتت والتشرذم بدأت تضرب “هيئة التفاوض” وما تسمى “المعارضة” بشكل عام، في ظل الانتصارات المتلاحقة للجيش السوري على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي كانت تستند إليها هذه “المعارضة” في تنفيذ الأجندات الغربية الموكلة إليها.